Sunday, June 03, 2007

أشعر أني بينوكيو

ُُُُُكتبت قبل سويعات من احداث ليلة عين الحلوة الساخنة
----------------------------------------

" اعتقلت شرطة بفرلي هيلز الممثلة ليندساي لوهان بعد ان ضبطت و في حوزتها كمية من الكوكايين."

استقبلني ذلك الخبر فور خروجي من صفحة البريد الالكتروني. تقبع الى يساره امرأة ذات نظرة شرسة تبتسم باسنانها و لسانها و صدرها و شعرها البني المتطاير، يفترض بها أن تكون الآنسة لوهان صاحبة الخبر و الطفلة المعجزة ذات أمس.

هي هوليوود، ترمقني كل يوم لهنيهات قبل أن اترك عالمي- عالمها الافتراضي. تواعدني لا تودّعني.

هوليوود تربض عند تخوم مخيّم نهر البارد. تحاصر المخيّم. تخنقه. تجبره بأن يبصق أمعاءه. تحوم فوق جسده بمروحية "كومبارس". تجنّد ملتحيا ليلعب دور ال bad guy. الكاميرا تدور بين محوري "الخير" و "الشر". المهاجِمون ( بخض النظر عن الجهة ) كومبارس. المهاجَمون ( ايضا بخض النظر عن الجهة) كومبارس. هم منفذو لقطات خطرة لا أكثر.
المدينة السينمائية ليست مجسما اُعدّ في استوديوهات يونيفرسال. المدينة اسمنت مرتفعٌ منكوب. كتلة الغبار و الحشائش اليابسة تتدحرج في أزقة حقيقية يطل منها وجه طفل حقيقي السُمرة.
الدخان المتصاعد فوق اضرحة الصفيح حقيقي.
الدم في الاطار حقيقي.
القتلى- الضحايا- الشهداء، حقيقيون.

راعي البقر انصرف الى مزاولة اسمه تاركا المشاهد بين يدي كاتب سيناريو مبتدئ. فليتخبّط ما شاء ما دام المشهد الأخير جاهزا. كل شيء ممكن في هوليوود. هوليوود تحيي العظام و هي رميم. هوليوود تعيد المجد الى من فقده و تخطف البهجة من فستان العروس. هوليوود تسرق الأغنياء لتنهش لحم الفقراء و تفجّر المجرّة لانقاذ كوكب. هوليوود "بلاسيبو" متنقل في الهواء كما في الدورة الدموية يوهمك بأن البطل غريب يحرر البلاد باغتياله غريبا آخرا. هوليوود أم الدنيا و قطعة السما إن شاءت هوليوود. هوليوود تنسيك من أنت و من أين أتيت لساعتين أو ثلاث من الظلمة المستديمة. هوليوود دائما على حق. هوليوود قادمة. فتهيّأ لها. أو لا تتهيّأ. هي هوليوود "كن فيكون".

الدخان المتصاعد فوق اضرحة الصفيح حقيقي.
الدم في الاطار حقيقي.
القتلى- الضحايا- الشهداء حقيقيون.
الرائحة تصل عبر الشاشة حقيقية.
والقبح، و إن لم يرشّح لأوسكار، حقيقي.

اُغلق الصفحة. أشعر بأني بينوكيو. بأن القصة ستنتهي بتحولي من كائن خشبي الى انسان حقيقي من لحم و دم. لحم حقيقي. دم حقيقي. "حياة" أقول.

فيستطيل أنفي.

No comments: