Monday, March 12, 2007

مسافة الطريق



اربعة صعدوا الى الحافلة. ثلاثة نساء و رجل. رافقتهم الى مقاعدهم بعينيها. آه. اذا هم ليسوا سوية. اثنان منهم فقط. امرأتان. تجلسان في مقعد امامها. تثرثران. اختان؟.. ربما .. على الأرجح .. بالرغم من قلة الشبه لكن ..مهلا!؟..مهلا يا بنت .. ما بي؟ كيف انتهى بك الأمر بمراقبة البشر؟ من اين اتى ذلك الفضول؟ و اين هو من هذا كله؟ عليه "هو" ان يكون فكرتها الوحيدة و الا فأن ثمة ريبة في الأمر.
"آلو" ممدودة الواو تقطع حبل افكارها. يلوح خيال حذاء المتكلم في المقعد الخلفي متأرجحا في الهواء تماما فوق سلم النزول. "عيب يا ماما!" تتذكر كيف كانت تشهق بها امها كلما ادلت بساقيها الصغيرتين عن حافة المقعد.. "شو بك مش عم تردي؟.. اشتقتلك.. ما اشتقتيلي؟.."
"ما اشتقتيلي؟" ؟؟ اكيد لا يا غبي. اما ان تأتيك هي بالخبر اليقين أو ينبئك الصمت بأن لا شوق يلوح في الافق يا ريّس. الا اذا كانت محبوبتك مراهقة تحلم بخصلة من شعر وائل كفوري أو ...
تبا لها! اين تذهب بي تلك الأفكار مجددا؟! و لم يختفي فجأة من المشهد؟ بم أهذي؟ .. عامود الكهرباء .. الاسلاك التي لا تنتهي .. سلك الى الأبد .. "جسر الى الأبد" .. كنفاني .. جسر الدامور الجديد .. قرقعة الحديد .. هييه انت! تعي لهون .. وين رايحة .. عودي الى مقعدك .. فكري به هو .. جرافة كاتربيلار .. لوازم النحالين .. علم السعودية ... "لكم منا الشكر و الوفاء" .و بعدين معك ؟؟.. البحر.. البحر.. البحر .. البحر ... أزرق .. أزرق ... أزرق .. أزرق في كل مكان .. أزرق .. كعينيه .. لا .. مهلا .. عيناه عسليتان .. عسليتان؟ لوازم النحالين؟
ايه لا ... كتير هالقد .. صرنا مسخرة .. اذا لون عيوني ما عم تعرفيه .. ركزي.. و فكري في شوي ..

ما اشتقتيلي؟

1 comment:

سمر عبد الجابر said...

i like the idea.. & the way u wrote it.

very nice post amool.