Monday, February 04, 2008

PULP FICTION


Take 1
أدرت ظهري للرجل في المرآة و انتظرت أن يُفتح الباب.
ظهَرت الصغيرة. لم تقل شيئا. نظرت نحوي ثم أطرقت الرأس محدّقة بأرضية المصعد الذي تابع التحرك نزولا.

(نأمرُ المصاعد بالسبابة – أو بالابهام و أحيانا بالوسطى، تبعا للمزاج أو لكسل السبابة – نأمرها أن تقلّنا الى مقصدنا. المصاعد لا تتأفف لكنها اذا ما اضطربَت اسكنتنا هاجس الموت في علبة مغلقة.)

الصغيرة تذكرني بكِ. هي لا تشبهكِ. تحمل اسمكِ فحسب.
لا يدور حديث بيننا رغم سؤالي المفرط بالابتهاج : "كيفِك؟"
الصغيرة لا تقول "منيحة".
لم تقل يوما "مرحبا" ولا "صباح الخير".
هي تعلن وجودها بعينيها قبل أن تباشر التحديق في أرضية المصعد.

المرة الوحيدة التي كلمتني فيها كانت خائفة.
كان أولاد الحي يلهون بكلب شارد. يشدون حبلا معقودا حول عنقه فينبح ألما و يضحكون تفوّقا.
الكلب مستضعف. الأولاد شريرون. الصغيرة خائفة من الكلب.
تتوسلني الصغيرة الخائفة بأن ارافقها الى الدكّان القريب.
كل ما ارادته هو "راس العبد"*. انتقت قطعتين بعناية ثم غادرت المكان مسرعة. الغبطة التي أنستها نباح الكلب ذكّرتْها بأني غريب عن تحقيق امنياتها.
تلك الغبطة أصابتني أيضا.
جميل أن تشعر بأنك "سوبرمان" و لو للحظات.

ملحوظة أولى: ما ورد أعلاه أيقظني هذا الصباح، فأيقظتُ لامبالاتي بحمام ساخن.
ملحوظة ثانية: النباح المصحوب بالضحك أمر كريه جدا.

على الهامش1


يحتفظ الماء المغلي بلون السكر لهنيهات، قبل أن يحتلّه لون الشاي تدريجيا و الى الأبد.
طعم الشاي يزداد وقاحة بفقدان الماء سخونته.

استنتاج: لا علاقة لطعم الشاي بلون السكر.

Take 2

تعدل من موضع خصلة شعر ارتخت على خدها الأيسر ثم تقرر ان تدعها كما هي. التطابق ليس مهما. لو كان التطابق مهما لاحتل يمين القفص الصدري قلب ثان.

تفكر في مسألة القلبين. هل كانت الحياة ستكون اسهل لو ان المرء يولد بقلبين؟ أكانت تتحوّل خياراتنا العاطفية الى الأسهل أم تراها كانت ستزداد تعقيدا؟
الدراسات تشيرالى أن الدماغ هو المسؤول عن تكوين العواطف لا عضلة القلب. الحياة تشير الى ان قرارات الدماغ تحددها الحياة. و يحدد انعطافات الحياة احيانا دويّ انفجار.

على الهامش 2

لهورمون الدوبامين مفعول الضحك حد الألم. له ايضا طعم الشوكولا.

"كليشيه"

نحن الذين كبرنا لنكون ما لا نريد، صرنا ما نريد.
نحن الذين كبرنا لنكون ما نريد، صرنا ما لا نريد.
لم نعد نقوى على اللحاق بالحلم، فاخترعْنا الأمل.

على الهامش3

يحبُّ الشمس.
يحترفُ اغلاق النوافذ.


سيناريو لا حوار

الاحتلال في كل مكان.
صنعَتَ من الشاي و القلب محتليْن ثم ألقت باللائمة على الكوفية النائمة في حقيبتها. الكوفية بيضاء كالحلم، سوداء كالوهم. نائمة كما الاطفال هي في حقيبة متيقظة. الكوفية تتكلم. العلم المنكّس لا يسمعها. العلم ينكَّس كلما استسلمت كوفية الى نومها. لا علم منكّس في المكان. لا علم في المكان. في المكان احتلال فقط.
الاحتلال يحتل الأمكنة و يحتل المشاعر و يحتل اللغة.

هي لا تعلم كيف أفلتَ سرب الفراشات من حديثها. ربما كانت الكوفية هي السبب. أو ربما ربيع "فيفالدي" و أولاد يختبرون الحب للمرة الأولى. هل كان هنالك حقا سرب فراشات أم أن ذلك كان مجرد صورة مجازية (مزاجية)؟

على الهامش 4
" اللون الأحمر يليق بكِ. تبدين أجمل هذا المساء.
دقائق .. سأعود.
...
من فضلك، أين الحمّام؟"

تابع – سيناريو لا حوار

حزنٌ لطيفٌ يسكنُها.
تتوتّر، فيؤكّد أنها مسكنٌ مؤقت له وأنه سيغادرها فورعودة الفراشات.

هي تصدّق احتمال رحيل الحزن عنها. هي تشكّ في أن السرب الهارب سيعود.

...

اسمع، لا تدع هذا الكلام يؤرقك. ليس موجها اليك بالتحديد.
هو منطلق منك. و أنا لا أكرهك.

هامش أخير

و لمّا فقدْنا الأمل، اخترعَنا الأمل.
*راس العبد = صنف من الحلوى

4 comments:

سمر عبد الجابر said...

لهورمون الدوبامين مفعول الضحك حد الألم. له ايضا طعم الشوكولا


Wondering if it's the same hormone that's responsible for the feeling one has after reading something so impressive.. the feeling that urges one to say "wow", smile, and think deeply for some time..
Have said many wows while reading this :)..

Loved it all..

Amal Ziad Kaawash أمل زياد كعوش said...

:)

inti kaman thanks for the post.
you leave me speechless with your writings as well as with your comments! :D

Unknown said...

قمة الخيال

من قال ان للصورة غواية اكثر من الكلام

Quotes
كانت هناك عائلة من الطماطم تسير خلف بعض،حبة طماطم في المؤخرة كانت تتلكأ في المسير،وتعطل القافلة الصغيرة
رجعت الام الى مؤخرة المسير،حيث حبة الطماطم المتلكئة
فسحقتها بقدمها قائلة
كاتشاب
catch up

نحن الذين كبرنا لنكون ما لا نريد، صرنا ما نريد.
نحن الذين كبرنا لنكون ما نريد، صرنا ما لا نريد.
لم نعد نقوى على اللحاق بالحلم، فاخترعْنا الأمل

بكفي

Anonymous said...

I visited your blog almost six months ago or so, for some reason I lost the trace and never came back, now when I did.. well.. still amazed reading your previous posts and feeling charmed with your monotone..

فظيعة انتي.. جد عحبتيني