Monday, January 28, 2008

Isobel


هو الآن يشعر بأنه عديم الأهمية.
يتكئ بكتفه الى الجدار الأبيض، يراقب افقا ينذر بشتاء موحش.
رائحة الدهان على الجدار لا زالت طرية. النافذة ما زالت تذرف ما تذكره من مطر الصباح، و قصة ما تتراقص في انعكاسات الزجاج فيبدو قاسيا كالخشب. الزجاج لا هو.
هل قلت بأنه يشعر بعدم أهميته؟
قال لي ذلك منذ دقيقتين. لا .. منذ خمس دقائق أو ربما أكثر قليلا. المهم انه اخبرني ذلك قبل ما يكفي من الوقت لتحضير فنجان شاي بالقرفة. لا يهم..
هو الآن يجلس على حافة سريره. يحتضن قيثارة اسبانية. يضرب على وتر واحد لحنا واحدا.

"My name Isobel, married to myself"

المشهد رمادي رمادي.
ايزوبيل .. نهر يتدفق .. اطفال .. طائرات فقدت وعيها فتساقطت على ضفاف النهر المجنون ..
المشهد رمادي رمادي ..
رمادية الصوت والعينين تنظر اليه من خلف افق ينذر بشتاء موحش...
هو لا يراها لأنها صارت ابعد من افق ينذر بشتاء موحش.

هو الآن يتربّع وسط سريره. يحتضن قيثارة اسبانية و يضرب على وتر وحيد لحنا وحيدا.

أتساءل ان كان قد أحبّ الشِعر حقا. مرة كتب بيتا على باب بيته. كان يستفيض شرحا كلما سأله المارة عن معناه، ثم ينفجرغضبا كلما كذّبوه. لم يكن أحد ليصدّق بأنه صاحب ذلك البيت. بيت الشعر لا بيته هو.
أعتقد أنه لم يعد يحبّ الشعر مذ ذلك الحين.
على كل لا دخل للشِعر بقصته.
كما لا دخل لأغنية "ايزوبيل" بالقيثارة و انعكاسات الزجاج.

الأمسية على وشك الانتهاء. يسترق نظرة اخرى الى الأفق القادم من وحشة الشتاء، فلا يراه.
حلّ ظلام لا ليل له.

هو الآن يرقد في سريره. يحتضن لحنا واحدا، فيما ذكرى من لون رمادي تضرب عميقا على وتر ما.

هو الآن يولد من جديد. هكذا بدا له.
أو هكذا يحلو له بأن يظن.

1 comment:

Van Gogh said...

ميرون

الف الف وأرجع ازورك

ابطل تدوين كام شهر

وارجع

الاقيكى زى ما انتى

اقرب المدونات إلا قلبى

ادخل

فأشعر بركاكة اسلوبى

وبمدى عجز خيالاتى

ميرون

لكى التحية

ولكى الله يا غزة