Wednesday, December 12, 2007

بدّك سكّر؟


فنجان القهوة يحدق بوجهها.
يداعبها بخاره الدافئ قبل ان يرتفع بحذر تاركا قبلة اخرى على شفتيها.

فنجان القهوة يفكر مليّا.

- " مش غريب فنجان القهوة؟"
- " ليش غريب؟"
- " مرّ و حلو بنفس الوقت ... "
- " ممم ... طبيعي ..."
- " طبيعي؟"
- " اه طبيعي .. كل شي بيبدا ب "فن" بيكون هيك.. مرّ .. بس حلو .."

ترتسم حلقات على سطح القهوة السمراء تأخذ بالاتساع رويدا رويدا الى ان تتكسرعند اطراف البورسولين الأبيض.

- " ما كنت منتبهة لهالفكرة من قبل."
- " مش قصة. في اشيا اهم بكتير من هالفكرة بتستحق الانتباه."

استمالة حد الثمالة. استمالة حد السأم. استمالة حد الاستقالة من المكان و من عينين قلقتين دوما كأنما تبحثان بعناء شديد عن شيء غير مرئي.
كان الزجاج يعكس صورته بطريقة غريبة. يدفعه خارجا الى هستيريا الشارع و ابواق السيارات.

- " بلّش الجو يتغيّر .."

عندما تبوء محاولات الكلام بالفشل، يصبح الطقس حديث الساعة. تتذكر كلام صديقتها و تبتسم.

- " مزبوط .. عم بيصير برد شوي .. ليش عم تضحكي؟"
- " ولا شي .."
- ".. مم.. انه قلتيلي ما بتدخني؟"

الرصيف يطول. خطواتها تسرع. تتذكر اللقاء الأول وتبطئ من مسيرها قبل أن تنتابها قشعريرة ذكرى اللقاء الأخير فتعود لتسرع الخطى.

في المنزل قهوة و بخار، " أوضة منسية" و خاتم يضرب ايقاعات على فنجان استسلم لدفء الكفين.
فنجان القهوة المنزلية لا يفكر. هو يشعر و حسب. هو يحبّ و حسب.

1 comment:

Mustafa Rizq said...

سيدتي

كم هو حقيقي ما تقولين، دافىء هو فنجان القهوة المنزلية، فهو بالفعل يشعر و حسب

ذلك اآخر، الذي يفكر قبل كل مرة قبل أن يترك قبلته يحمل مرارته أين ذهب

لا أخذ منك الطقس حديثا أبدا

سلامي