فنجان القهوة يحدق بوجهها.
يداعبها بخاره الدافئ قبل ان يرتفع بحذر تاركا قبلة اخرى على شفتيها.
فنجان القهوة يفكر مليّا.
- " مش غريب فنجان القهوة؟"
- " ليش غريب؟"
- " مرّ و حلو بنفس الوقت ... "
- " ممم ... طبيعي ..."
- " طبيعي؟"
- " اه طبيعي .. كل شي بيبدا ب "فن" بيكون هيك.. مرّ .. بس حلو .."
ترتسم حلقات على سطح القهوة السمراء تأخذ بالاتساع رويدا رويدا الى ان تتكسرعند اطراف البورسولين الأبيض.
- " ما كنت منتبهة لهالفكرة من قبل."
- " مش قصة. في اشيا اهم بكتير من هالفكرة بتستحق الانتباه."
استمالة حد الثمالة. استمالة حد السأم. استمالة حد الاستقالة من المكان و من عينين قلقتين دوما كأنما تبحثان بعناء شديد عن شيء غير مرئي.
كان الزجاج يعكس صورته بطريقة غريبة. يدفعه خارجا الى هستيريا الشارع و ابواق السيارات.
- " بلّش الجو يتغيّر .."
عندما تبوء محاولات الكلام بالفشل، يصبح الطقس حديث الساعة. تتذكر كلام صديقتها و تبتسم.
- " مزبوط .. عم بيصير برد شوي .. ليش عم تضحكي؟"
- " ولا شي .."
- ".. مم.. انه قلتيلي ما بتدخني؟"
الرصيف يطول. خطواتها تسرع. تتذكر اللقاء الأول وتبطئ من مسيرها قبل أن تنتابها قشعريرة ذكرى اللقاء الأخير فتعود لتسرع الخطى.
في المنزل قهوة و بخار، " أوضة منسية" و خاتم يضرب ايقاعات على فنجان استسلم لدفء الكفين.
فنجان القهوة المنزلية لا يفكر. هو يشعر و حسب. هو يحبّ و حسب.
1 comment:
سيدتي
كم هو حقيقي ما تقولين، دافىء هو فنجان القهوة المنزلية، فهو بالفعل يشعر و حسب
ذلك اآخر، الذي يفكر قبل كل مرة قبل أن يترك قبلته يحمل مرارته أين ذهب
لا أخذ منك الطقس حديثا أبدا
سلامي
Post a Comment