إسرائيل اقتلعت
أشجار زيتونهِ فنَحت منها 600 عمل فني
أشجار زيتونهِ فنَحت منها 600 عمل فني
ادوار عشي
ميس الجبل : «ربَّ ضارةٍ نافعة». ربما ينطبق هذا على ما قام به غالب بدران الذي حوّل بقايا أشجار الزيتون المقتلع بعد حرب تموز، من حقله في «سهم عربة»، عند الأطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل الحدودية، على مسافة بضعة أمتار من السياج الحدودي الفاصل مع إسرائيل، إلى تحف ومنحوتات فنية، بأشكال ورسوم مستوحاة من أجواء الحدود وما خلف الحدود، جسَّد فيها «غطرسة وجبروت الجيش الذي لا يُقهر، والذي تمرغ تحت نعال المقاومين». وبعد 33 يوماً من الصمود مع عائلته في منزله في ميس الجبل، خلال حرب تموز، خرج بدران متفقداً ما حل ببلدته من دمار في كل مكان. وصُعق حين رأى كرم الزيتون الذي يملكه قرب الحدود، وقد امحت آثاره بعدما عاثت الجرافات الإسرائيلية فيه جرفاً واقتلاعاً وسواتر ترابيةً، وحولته مربضاً لمدفعيتها ومخابئ لدباباتها، مخلفةً أشجار زيتون معمرة، أشلاء أشجار. قرر بدران ان يرد على الهمجية الاسرائيلية بطريقته. حمل عدة الشغل: «فاروعة، منشار، مطرقة صغيرة وإزميل»، حول جذوع الزيتون المقتلع وأغصانه المشلوحة إلى منحوتات فنية، جسَّد من خلالها دبابة الميركافا الإسرائيلية وطائرة الأباتشي وراجمات الصواريخ والمقاتلات الحربية، ولم ينسَ ان يحفر وجوه وأشكال حيوانات، وينقش الطيورعلى الأغصان، وهي ترنم أنشودة السلام... وقام بدران بعرض معظم منحوتاته على «سطيحة» الدار أمام منــــزله، لتكون شاهداً وعبرة لكل الزائرين، على أن النصر إرادة وصمود، يصونه السلاح والإبداع، أما الهزيمة فهي خيبة ومرارة. نتاجه، الذي استحوذ ساعاتٍ طوال من الجهد والتعب كل يوم، تعدى 600 عمل، توزع على منحوتات عـــدة، يتنقل بينها، يتفقد بعضها، يحنو عليها وينسقها بعناية، وعلامـــات الرضى والإرتياح بادية على محياه، فقد أصبحت جزءاً منه، بعدما سكب فيها شيئاً من روحه، كما قال... هنا ترسانة حرب جاهزة للقتال؛ سرب من مقاتلات الـF16 الحربية، تتقدمها طائرة تجسس وإستطلاع، وخلفها مروحيات الأباتشي الهجومية، ودبابات الميركافا ومدفعية الميدان والعربات المجنزرة، وراجمات الصواريخ وناقلات الجند وسيارات الهامر العسكرية، وهناك ليس ببعيدٍ عنها، أجواء أكثر برداً وسلاماً توحي بأمان نفتقده؛ منحوتات بعيدة كل البعد عما شهده وشاهدناه؛ عصافير الحب وحمامات السلام، تحمل في منقارها أقوالاً مأثورة آمن بها، إلى التحف التراثية وكل ما يمت بصلة إلى أمس قريب بتنا نفتقده ونحنّ إليه؛ السراج والقنديل، وبابور الكاز والنارجيلة والمكواة والمذراة وغيرها... ولم يـــنسَ حتى كاميرا التصوير التي تؤرخ اللحــظة وترصد الحقيقة، لتكون شاهد إثبات على النصر، وليس فقط شاهد عيان على العصر... يقول، «أردت أن أنحت هذه الكاميرا التي كانت أيضاً سلاحاً إنتصرنا به على إسرائيل
ميس الجبل : «ربَّ ضارةٍ نافعة». ربما ينطبق هذا على ما قام به غالب بدران الذي حوّل بقايا أشجار الزيتون المقتلع بعد حرب تموز، من حقله في «سهم عربة»، عند الأطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل الحدودية، على مسافة بضعة أمتار من السياج الحدودي الفاصل مع إسرائيل، إلى تحف ومنحوتات فنية، بأشكال ورسوم مستوحاة من أجواء الحدود وما خلف الحدود، جسَّد فيها «غطرسة وجبروت الجيش الذي لا يُقهر، والذي تمرغ تحت نعال المقاومين». وبعد 33 يوماً من الصمود مع عائلته في منزله في ميس الجبل، خلال حرب تموز، خرج بدران متفقداً ما حل ببلدته من دمار في كل مكان. وصُعق حين رأى كرم الزيتون الذي يملكه قرب الحدود، وقد امحت آثاره بعدما عاثت الجرافات الإسرائيلية فيه جرفاً واقتلاعاً وسواتر ترابيةً، وحولته مربضاً لمدفعيتها ومخابئ لدباباتها، مخلفةً أشجار زيتون معمرة، أشلاء أشجار. قرر بدران ان يرد على الهمجية الاسرائيلية بطريقته. حمل عدة الشغل: «فاروعة، منشار، مطرقة صغيرة وإزميل»، حول جذوع الزيتون المقتلع وأغصانه المشلوحة إلى منحوتات فنية، جسَّد من خلالها دبابة الميركافا الإسرائيلية وطائرة الأباتشي وراجمات الصواريخ والمقاتلات الحربية، ولم ينسَ ان يحفر وجوه وأشكال حيوانات، وينقش الطيورعلى الأغصان، وهي ترنم أنشودة السلام... وقام بدران بعرض معظم منحوتاته على «سطيحة» الدار أمام منــــزله، لتكون شاهداً وعبرة لكل الزائرين، على أن النصر إرادة وصمود، يصونه السلاح والإبداع، أما الهزيمة فهي خيبة ومرارة. نتاجه، الذي استحوذ ساعاتٍ طوال من الجهد والتعب كل يوم، تعدى 600 عمل، توزع على منحوتات عـــدة، يتنقل بينها، يتفقد بعضها، يحنو عليها وينسقها بعناية، وعلامـــات الرضى والإرتياح بادية على محياه، فقد أصبحت جزءاً منه، بعدما سكب فيها شيئاً من روحه، كما قال... هنا ترسانة حرب جاهزة للقتال؛ سرب من مقاتلات الـF16 الحربية، تتقدمها طائرة تجسس وإستطلاع، وخلفها مروحيات الأباتشي الهجومية، ودبابات الميركافا ومدفعية الميدان والعربات المجنزرة، وراجمات الصواريخ وناقلات الجند وسيارات الهامر العسكرية، وهناك ليس ببعيدٍ عنها، أجواء أكثر برداً وسلاماً توحي بأمان نفتقده؛ منحوتات بعيدة كل البعد عما شهده وشاهدناه؛ عصافير الحب وحمامات السلام، تحمل في منقارها أقوالاً مأثورة آمن بها، إلى التحف التراثية وكل ما يمت بصلة إلى أمس قريب بتنا نفتقده ونحنّ إليه؛ السراج والقنديل، وبابور الكاز والنارجيلة والمكواة والمذراة وغيرها... ولم يـــنسَ حتى كاميرا التصوير التي تؤرخ اللحــظة وترصد الحقيقة، لتكون شاهد إثبات على النصر، وليس فقط شاهد عيان على العصر... يقول، «أردت أن أنحت هذه الكاميرا التي كانت أيضاً سلاحاً إنتصرنا به على إسرائيل
عن صحيفة السفير اللبنانية - 27-10-2007
No comments:
Post a Comment