أحمد مطر
أيُّها البحر العظيم.. إنني تافه إلى هذا الحد.. إنفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم. إحملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد
قال البحر: أأنت زَبَد؟
- لا أدري.. ماذا تعتقد؟
- لحظةً واحدة.. دعني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه.. حسناً، أدنُ قليلاً. أوووه.. اللعنة.. أنت مواطن عربي!
- وما العمل؟
- تسألني ما العمل؟! أنت إذن مواطن عربي جداً. بصراحة.. لو كنت مكانك لانتحرت.
- إبلعني، إذن، أيها البحر العظيم.
- آسف.. لا أستطيع هضم مواطن مثلك.
- كيف أنتحر إذن؟
- أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء.
- ليس في بيتي كهرباء.
- ألقِ بنفسك من فوق بيتك.
- وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة؟! لماذا لا تشنق نفسك؟
- ومن يعطيني ثمن الحبل؟
- لا تملك حتى حبلاً؟ أخنق نفسك بثيابك.
- ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم؟!
- إسمع.. لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة. إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً.
- أرجوك أيها البحر العظيم.. قل لي بسرعة.. ما هي هذه الطريقة؟
- إبقَ حَيّـاً!
(مقتطف)
3 comments:
انا منذ خمسين عاما
احاول رسم بلادٍ
تسمى مجازا بلاد العرب
رسمت بلون الشرايين حيناً
وحيناً رسمت بلون الغضب
وحين انتهى الرسم, سألت نفسى
اذا اعلنوا ذات يومٍ وفاة العرب
ففى اى مقبرة يدفنون..؟
ومن سوف يبكى عليهم..؟
وليس لديهم بنات
وليس لديهم بنون
وليس هناك حزنُ
وليس هناك من يحزنون!!؟
متى يعلنون وفاة العرب
نزار قبانى
Very nice poem. I wish I could type arabic but here in London my computer is set only for English at the moment. I am happy to find this blog!
الله دايما احمد مطر ملوش حل بجد تحفة بالرغم من المأسي اللي عددها في القصيدة الا انه انهاها بكلمة من اجمل ما تكون
ابق حيا
Post a Comment