Saturday, August 05, 2006

يا لا لا للي

انا العود الحزين
رماني صاحبي جانبا
تركني في ظلام ركن موحش
و اختار ان يقرع طبلا من طبول الحرب

انا العود الحزين
داخل علبتي الجلدية السوداء
ينتابني النهاوند بوحشية
فابكي لاني لا اقوى على الغناء

احلم ولا ريشة تشاركني حلمي
اتذكر يوم كنت اطمح لأن يصير خشبي معتقا
فيطمح ان يحملني عازف مبتدئ يناجي الشرق
احلم
و أجد ان لا سبيل لتحقيق الاحلام داخل علبة سوداء

اتمنى لو كنت "ولدت" كمنجة أو بزقا أو قانونا
اتنبه فجأة الى ان القانون يكسر في زمن قرع الطبول
و اني بعيد كل البعد عن اوركسترا الكمنجات
و ترنيمات البزق و المغيب
انا الآن اقرب الى الربابة و الحداء منه الى العود و الطرب
لكن انين وتر وحيد اهون من ستة اوتار صامتة
لعلي كنت سأكون اكثر حظا لو كنت بيانو
لا آلة وترية اقوى و اصلب من البيانو
لا يزحزحه شيء
حتى ان صاحبه لو اراد العزف لاقترب منه و تقرب اليه
لا يخنقه في حضنه مرغما
و الاهم انه لا يقدر ان يرميه جانبا حبيس علبة سوداء

انا العود الحزين
فكرت كثيرا في عزلتي
ادركت اني وصلت الألم دون الصبا
و قررت اخيرا انني لن اعود للغناء
حتى لو عاد صاحبي لمداعبة اوتاري المنبوذة

و لم اغني لمن اصمّت اذنيه طبول الحرب؟

3 comments:

سمر عبد الجابر said...

ra2e3a !!

one of the best things i've read recently :)

Amal Ziad Kaawash أمل زياد كعوش said...

thanks samar!

I say the same about your writings :)

Anonymous said...

لماذا لا تًوَحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟